Ahmed Ezzat's profile

(سكتش (حكاوى سعيد

حكاوي سعيد (الجزء الأول)

انتهى سعيد من عمله ذاهبًا لمنزله وفي طريقه ازال بعض قطرات العرق من علي جبينه الحمراء نتيجة حراراة الشمس وتنهد تنهيدة بطيئة وخطا نحو طريقه للمترو وقف تحت اسفل شجرة ليتثني له الهدوء في ظلها واشعل سيجارة بنية الورق وبدأ يدون الملامح التي يراها امامه وصنع كادر بعينه لمشهد المشاة أمامه وبدأ يسرد تحركاتهم ولغة جسدهم بحركة بطيئة وفي يمينه قلم يخط به طوط تبدو للوهلة الأولى غير مفهومة على ورقه القديم الاصفر وبعد مرور حوالي ثلث ساعة وانهاءا ما يقارب من ٤ سيجارات وحوالي ٤ بورتريهات كاريكاتيرية كروكية تحرك سعيد اتجاه المترو.
وبعدما نزل جلس بجانب رجل مسن يكاد يعدو عن التسعين وفي إحدى نظراته العشوائية وجد الرجل ينظر إليه ويبتسم ولا يظهر شئ من اسنانه سوي سِنة واحدة فشعر انه امام بسيط نجم البحر ليواري سعيد نظراته عنه بطريقة درامية ولكن يقاطعه الرجل وبصوت أقرب للنعومة منه للخشونة.
الرجل: االأجواء الثياثية بقيت ثعبة خالث يا اثتاذ
سعيد: نعم! حضرتك بتكلمني
الرجل: ايوة يا اثتاذ بكلمك
(فهمهم سعيد وعدل من كرافتته ووضعية جلوسه ليصبح مقابل لهذا الرجل)
سعيد: وحضرتك تفهم ايه في السياسة عشان تقول
الرجل: اكيد بفهم في الثيايثة يا باشا
سعيد: حضرتك بتفهم في الثياثة مش السياسة سيادتك عارف ايه الفرق بينهم
الرجل: ايه بقي الفرق بينهم يا ثيدي
سعيد: حرف الفرق بينهم حرف ولكن في مغزاهم وتعريفهم عندي وعندك اختلاف كبير بيخلي الحرف ده قادر علي تغير معني الكلمة
(فصمت الرجل لدقيقتين وبدأ في إعدال قميصه المترب ثم ادلف قائلاً )
الرجل: بس انا محنك ثياثيا وياما قضيت ليالي في الثياثي
سعيد: وادي مشكلة الالفاظ..لغتنا العربية مليئة بالالفاظ العميقة والمنمقة واي واحد عارف يقول منهم كلمتين وميعرفش غير اب تث بالعافية يسمي نفسه..مثقف 
الرجل: بقولك ايه انت شكلك من بتوع حقوق الحيوان
سعيد: اشمعنى
الرجل: أصلي شايفك بتدافع عن نفثك اهاهاها
(ويبدأ الرجل في الكركعة بهيستيرية والضحك المبالغ فيه وساعتها تترامي الانظار عليهم في عربة القطار)
(فينظر إليه سعيد نظرة احتقار ويعاود وضح سماعة الاذن وينظر أمامه)
فينظر إليه الرجل ويعاود الحديث..
الرجل: تثمع عن نظرية تاثير الفراشة
سعيد: انت تعرف تأثير الفراشة اه طبعا اللي هو حركة جناح فراشة في اليابان يعمل إعصار في البرازيل
الرجل: انا اقصد الفِراشة ياباشا لو مكانتش ملعلطة بالنور والوانها تفتح النفث صباحية العريثين تبقي ذي الذفت
سعيد: احم احم لا الحقيقة مسمعتش عن نظرية الفِراشة دي قبل كدة
الرجل: انا بشقي عن ٨ عيال يا باشا
سعيد: بتجيبهم ليه؟
الرجل: بجيبهم ليه وده ثؤال وفي راحل مبيجيبهمش..
سعيد: لا لا لااا..بتجيب العيال دي كلها ليه
الرجل: الواد بيجي برذقه ياباشا
سعيد: بس ربنا بيسبب الاسباب .. يعني انت بحالتك المقندلة دي وقميصك الكحيان قادر تصرف علي نفسك لما تروح تجيب تمن عيال تشقيهم معاك
الرجل: وانت مالك ياباشا انت هتبصلي في ثحتي
سعيد: انت عندك حاجة يتبصلك فيها
الرجل: ما يمكن انت اللي اعمي انا الحمدلله شايف ولادي بيكبرو شايف ثحتي ثانداني شايف حاجات كتير حلوة
سعيد: ومبسوط علي كدة ياعم؟؟ اسمك ايه؟
الرجل: محثوبك عرفة اثمي عرفة
سعيد: ومبسوط ياعم عرفة
الرجل: الحمدلله ياباشا وعِشري كمان
فضحك سعيد لاول مرة منذ يومين تقريبا وتابع..
سعيد: وايه علاقة إنك عِشري ياعم عرفة بانك مبسوط
الرجل: يعني مبقفش علي حد يا باشا بعرف ناث كل يوم وبتعامل معاهم وبحبهم ويحبوني زيك كدة تمام يا باشا
سعيد: انت بتحبني ياعم عرفة
الرجل: لا انت اللي بتحبني اهيهي .. وانا مش هحبك ليه ياباشا شكلك راجل ابن ناس ومتنور ولابث بدلة اهو وكرافتة
سعيد: انت كدة بتاخد بالمناظر ياعم عرفة
الرجل: اكيد ياباشا المنظر ده اهم حاجة في البني آدم لو مهتمش بنفسه يبقي زيه زي الحيوان..متبصليش كدة ياباشا انا شكلي مبهدل اه بس عشان راجع م الشغل ده انا عندي حتة قميص كحلي بلبسه كل اربع تحفة
سعيد: اشمعني يوم الاربع
الرجل: هي مراتي بتغسله في يوم الاربع وحاجتين مقدرش اسأل مراتي فيهم..الغسيل واي ثؤال تاني خلقه ربنا
فضحك سعيد للمرة الثانية
والآن جاءت محطة الجيزة وهي وِجهة سعيد فتبسم لعم عرفة وقام من جانبه
فنادي عليه عم عرفة: اتفضل يا باشا القورصة دي تتقاوت بيها في الطريق وتديك فيتامين دال عشان الشمث
سعيد: فيتامين دال اهاها ماشي ياعم عرفة تسلم
وبعد مرور ساعة كان سعيد في منزله وفي الليل انهم علي قلمه وعلي اوراقه وبدأ في الكتابة
"اتعجب من هذا الشعب واشعر بتوعك عندما اقابل بعضًا منهم واشعر بفرحة عارمة حينما اقابل جزءًا آخر وهي صفة الدنيا او كما يلقبونها تيمة  الدنيا وهي التنازع والاختلاف ولكن اختلاف هذا الشعب في طبقة ما بين من خط الفقر وتحته يعيشون في مستوي لا يليق ببعض الخنازير ويتنعتون بخرافات لا يقتنع بها بعض الحمير ممن تحمل اسفارا ومع ذلك يملك من الرضا والقناعة بحياته ما يكفي دولة بأكملها وبرغم المشقة والعمل الغير مجزي تجد الالكبتسامة تعتلي وجوههم والفرحة تغور بين ثنايهم بعد يوم عمل شاق لا يتحمله أحد من رعاة الطبقات الاخري في المجتمع السحيق العنصري وان وجدت الجهل فيهم احببته لبساطته التي يضعها في افواههم وحركاتهم العفوية الجميلة انا امقت الجهل والجهلاء ولكني احب البساطة والبسطاء شعور يتملكني لا افهمه بين السخط علي هذه الطبقة وبين التقرب منهم لحسن معاشرتهم الذي لا اجده في اي طبقة أخري"
وارسل سعيد المقالة الي الجريدة التي يعمل بها ضمن عامود يومي تحت اسم (حكاوي سعيد)
(سكتش (حكاوى سعيد
Published:

Owner

(سكتش (حكاوى سعيد

Published:

Creative Fields