"بلغتنا نصون هُويتنا.. تعرف على بدايات لغتنا "العربية" وقواعدنا "النحوية
النحو في الكلام كالملح في الطعام، تمثيل يبدو في البداية عجيب، فالكلام لا يستقيم ولا تحصل منافعه إلا بمراعاة أحكام النحو فيه من الإعراب والترتيب الخاص، كما الطعام يجب توافر الملح فيه بمقادير معينة ليجدي المنفعة المطلوبة منه، و لنعد قليلاً إلى
.بداية اللغة العربية لنبحث عن بدايتها، فنقترب أكثر من النحو ونتعرف حكاياته
اختلفت الأقاويل كون يعرب بن قحطان هو أول الناطقين باللغة، لذا أُطلق عليها العربية نسبة لاسمه، لكن الأقاويل اتجهت نحو آدم عليه السلام، ويستدلون بذلك بقوله تعالى: "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"، نُسبت الأسماء إلى اللغات جميعها، وقيل لإسماعيل عليه السلام عن حديث لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- "أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل وهو ابن عشر سنين"، لكن قال العلماء إنه حديث ضعيف، وأن جبريل -عليه
اختلفت الأقاويل كون يعرب بن قحطان هو أول الناطقين باللغة، لذا أُطلق عليها العربية نسبة لاسمه، لكن الأقاويل اتجهت نحو آدم عليه السلام، ويستدلون بذلك بقوله تعالى: "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"، نُسبت الأسماء إلى اللغات جميعها، وقيل لإسماعيل عليه السلام عن حديث لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- "أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل وهو ابن عشر سنين"، لكن قال العلماء إنه حديث ضعيف، وأن جبريل -عليه
.السلام- هو الذي ألقاها لنبي الله نوح ليعلّمها لابنه سام لتتنقل فيما بعد
تأخذنا "ميكروسكوب" نحو أساس اللغة العربية وأحد مشتقاتها.. النحو؛ لنتعرف أكثر على نشأته، وتبدأ الحكاية من عند أبي الأسود الدؤلي، حين مرّ برجل يقرأ القرآن الكريم، فسمعه يقول "إن الله بريء من المشركين ورسوله" نطق الرجل ورسوله مجرورة أي أنها معطوفة على المشركين فاختل المعنى، فذهب إلى علي بن أبي طالب ليخبره الأمر، فكتب علي: بسم الله الرحمن الرحيم الكلام اسم وفعل وحرف، الاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أنبا عن ما
تأخذنا "ميكروسكوب" نحو أساس اللغة العربية وأحد مشتقاتها.. النحو؛ لنتعرف أكثر على نشأته، وتبدأ الحكاية من عند أبي الأسود الدؤلي، حين مرّ برجل يقرأ القرآن الكريم، فسمعه يقول "إن الله بريء من المشركين ورسوله" نطق الرجل ورسوله مجرورة أي أنها معطوفة على المشركين فاختل المعنى، فذهب إلى علي بن أبي طالب ليخبره الأمر، فكتب علي: بسم الله الرحمن الرحيم الكلام اسم وفعل وحرف، الاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أنبا عن ما
."ليس اسماً أو فعلاً"، ووجه أبو الأسود "انحِ هذا النحو
واختلفت الأقاويل حول الموقف بموقف آخر، إذ كان علي بن أبي طالب يقرأ رقعة أثناء دخول أبو الأسود عليه، فقال له: ما هذا؟ فقال علي: إني تأملت كلام العرب، وجدته قد فسد بمخالطة الأعاجم، فأردت أن أصنع (أفعل) شيئاً يرجعون إليه، ويعتمدون عليه،
."وقال لأبي الأسود "انحِ هذا النحو
ننتقل بعد ذلك إلى مرحلة جديدة مع سيبويه الذي لم يعرف في بداية حياته إلا الفارسية، وأصبح عالماً من علماء العربية ومن مؤسسي النحو بها، فاق كثيراً من الأئمة في علم النحو، وتتلمذ على يد الخليل بن أحمد الفرهيدي صاحب معجم العين، وأحبه الخليل ورأى به الطالب الذي لا يمل، فكان الخليل يستقبله إذا أتى قائلاً: مرحبا بزائر لا يمل. وكان الخليل لا يقولها إلا لسيبويه، ورغم علمه الغزير لكنه لم يكتب سوى كتاب واحد "الكتاب"، قال فيه علم النحو وما زال هو أساس علم النحو، وشهد له كثير من
."العلماء "لم يُعمل كتاب في علم من العلوم مثل كتاب سيبويه
وجاء "المبرد" أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر، وكان من العلماء متنوعي المعارف والثقافة، ليشمل العديد من العلوم والفنون، ويقال إنه كان غيوراً بشدة على لغته وآدابها ونحوها في عصر انفتحت فيه الحضارة العربية على كل العلوم والثقافات والحضارات، وكان الأهالي يستعينون به لتأديب أبنائهم، ورغم كثرة مؤلفاته لكنه لم يصل لنا إلا القليل بسبب الحروب التي ضربت بغداد على يد التتار، وتدميرهم لكل مظاهر الحضارة بما فيها من مؤلفات وكتب، ومن ضمن مؤلفاته "الكامل" في اللغة
وجاء "المبرد" أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر، وكان من العلماء متنوعي المعارف والثقافة، ليشمل العديد من العلوم والفنون، ويقال إنه كان غيوراً بشدة على لغته وآدابها ونحوها في عصر انفتحت فيه الحضارة العربية على كل العلوم والثقافات والحضارات، وكان الأهالي يستعينون به لتأديب أبنائهم، ورغم كثرة مؤلفاته لكنه لم يصل لنا إلا القليل بسبب الحروب التي ضربت بغداد على يد التتار، وتدميرهم لكل مظاهر الحضارة بما فيها من مؤلفات وكتب، ومن ضمن مؤلفاته "الكامل" في اللغة
.والأدب
ليأتي بعده ابن مالك، فمن أشهر مؤلفاته ألفية ابن مالك، التي انتشرت وأصبحت من أشهر مؤلفات النحو العربي، لكن لم تكن الألفية أول أثر في النحو لابن مالك، بل نظم قبلها "الكافية" لكنه أطال فيها، ففكر في تلخيصها في ألف بيت وأطلق عليها "الخلاصة" وهو اسم آخر للألفية تعلمها من بعده كثير من العلماء، وأصبحت من أهم أسس علم النحو، ولا يجوز الدخول إلى
.عالم النحو دون دراستها وحفظها أو حتى قراءتها، رغم توافر ألفيات كثيرة أخرى غير ألفية ابن مالك
كانت اللغة العربية تتمتع بمكانة كبيرة بين اللغات، ولا بد للمذيع والصحفي من إتقان اللغة بشكل كبير، وكان من يخطئ في اللغة يستحي منه الفرد، لأن محفل اللغة كان مقدساً، أما الآن فأصبحت اللغة العربية ليس لها قيمة، وأصبحت اللغة مغرّبة باستخدام
كانت اللغة العربية تتمتع بمكانة كبيرة بين اللغات، ولا بد للمذيع والصحفي من إتقان اللغة بشكل كبير، وكان من يخطئ في اللغة يستحي منه الفرد، لأن محفل اللغة كان مقدساً، أما الآن فأصبحت اللغة العربية ليس لها قيمة، وأصبحت اللغة مغرّبة باستخدام
.اللغة الأجنبية في وسط الكلام كدليل على التقدم والرقي، وتدهورت اللغة العربية بسبب عدم التمسك بالتراث
