Aya Hasanin's profile

تقرير صحفي

الألعاب الإلكترونية في عيون "التنمية البشرية": الفضول والخوف من العزلة سبب انتشارها.. والنسيان المتكرر والتوحد أبرز عيوبها
تطور استخدام الألعاب الإلكترونية في المجتمع إلى حد كبير، فبعد أن كان مجرد شغف بالتجريب، تحول إلى قضاء وقت طويل، ثم الإدمان! كثير منا يعتقد أن الألعاب الإلكترونية هي تفريغ للشحنة السلبية لديه ليستطيع الاستمرار والتعايش مع صعاب الحياة، لكن الهدف من تلك الألعاب غير معروف، ويطرح السؤال نفسه، فإلى من توجه تلك الألعاب ولماذا الآن؟

قالت فيروز محمد أبو عمر مستشار التدريب والتنمية البشرية بموسوعة التكامل الاقتصادي العربي الإفريقي بجامعة الدول العربية، إن الإدمان بشكل عام عادة سيئة لا ينتج عنها أي فائدة وتسبب أضراراً نفسية وسلوكية وجسدية، وإدمان الألعاب الإلكترونية على وجه الخصوص هو استخدام الألعاب لمدة طويلة يُكسب الفرد سلوكاً عدوانيّاً لكثرة ما يشاهده من طرق بشعة فيد
 
.القتل

وأضافت، الألعاب قديماً كانت بسيطة ومقبولة، لكن حاليّاً أغلبها عنيف يثير السلوك العدواني للفرد ويجذب انتباهه، والغريب أن نرى بعض العمال يتركون أعمالهم ويلعبون لمدة تصل إلى ست ساعات أحياناً، "تخيلوا مدى انفعالهم في الشغل لو انقطع النت أو اللعبة وقفت"، هذه هي مرحلة الإدمان، والشخص لا يدرك أنه وقع في دائرة الإدمان، فبالنسبة له هو مجرد شغف يريحه من صعاب الحياة، "لو بعدنا المخدر اللي بيحصل عليه من اللعب هيتعامل بنفس سلوك مدمن المخدرات وهيدّمر نفسه سلوكيّاً ونفسيّاً"، إدراك الإدمان يأتي في مرحلة وقوع الضرر، مثل لعبة الحوت الأزرق التي لم يعرف أحد كارثيتها إلا بعد حالات
 .الانتحار

وذكرت فيروز، أن الدافع وراء استخدام هذه الألعاب هو مواكبة للمجتمع، إذ يجد الفرد أصدقاءه يترددون على تلك اللعبة ويتحدثون عنها، فتتولّد عنده رغبة في تجربتها، ويبدأ الأمر باللعب لساعة وتعجبه فتطول الساعات دون أن يشعر، والأمر يستهوي الأطفال والشباب يصفة خاصة، والإنسان بطبعه يحب التجربة ولا يستمع إلى كلام الآخرين، وإن قُطع الإنترنت يفعل المستحيل لاستعادته. مؤكدة أنّ مصممي الألعاب يعرفون جيداً إلي أي مجتمع يوجهون ألعابهم، وهو ما يمكن تسميته بالإعلام
 .الموجه، أما في بلادهم فلا يتجاوز استخدامها ساعة او اثنتين لأنهم يدركون مخاطرها

"الألعاب الإلكترونية إدمان خفي"

بينما أوضحت بسمة سليم خبيرة التنمية البشرية، أن إدمان الألعاب الإلكترونية شكل من أشكال الإدمان الخفي، مثل إدمان الشغل أو إدمان الأفلام الإباحية، وهذه الألعاب عدو شرس، لأن الشباب يشجعون بعضهم على ممارسة الألعاب الجديدة حال ظهورها، ولكن محتوى اللعبة هو الذي يحدد الضرر الناجم عنها، فهناك ألعاب محتواها يحث على العنف، وتترتب عليها عادات سيكوباتية، مثل العنف الموجه نحو الآخرين، ودليل ذلك حادثة الطالب الذي قتل مدرسته واستمد طريقة القتل من لعبة بابجي، فهي تنمي الجوانب العدوانية لدى الأطفال والمراهقين والشباب، ورغم أن بابجي اختفت عن الساحة الإعلامية لكنها ما زالت
.تتواجد على هواتف الكثيرين

"أضرارها نفسية واجتماعية وصحية"

وأكدّت أن كل شيء إذا زاد عن حده انقلب ضده، فلعبة الشطرنج المعروفة بتنميتها للذكاء، إن استمررت في لعبها كل يوم لفترات طويلة تتحول لإدمان قد يؤدي للجنون أيضاً، مشيرة إلى أن أضرار هذه الألعاب تنقسم إلى أضرار نفسية واجتماعية
 .وصحية

وقالت، من الناحية النفسية هناك جانبان، جانب التنمية البشرية ويتركّز في الانتباه والإدراك والتذكر، فإذا كان الطفل أو الشاب مدمناً للألعاب الإلكترونية، يصاب بضعف الانتباه، لتركيزه على اللعبة التي يلعبها فقط، ويقل إدراكه لطبيعة ما يُطلب منه، فقد يفعل غيره أو عكسه، والعقل هو مايسترو الجسم  يعمل من ١٤: ٢٨ ذبذبة في الثانية، ويجب أن يرتاح بين العملية والأخرى،
.لكن الفرد الذي يجهد عقله باللعبة ولا يعطيه راحته اللازمة يعاني من نسيان الكثير من الأمور

وتابعت أما جانب الأمراض النفسية، فيتمثل في احتمالية إصابة الطفل بالتوحد، يبدأ برؤية نفسه سوبر هيرو اللعبة، فيقلد ممارساته العنيفة او الضارة، وهو غير مدرك لعواقب هذه الأفعال، فإذا كان البطل يطير يحاول الطيران، وإذا كان عنيفاً يفعل مثله، فنلاحظ تصرفه بعنف تجاه الآخرين، وبالنسبة للشباب والكبار، فاكتساب السلوك العدواني، ويعتبر عامل الجذب لدى الشباب هو الفضول، فمثلاً عندما يسمع عن لاعب توفي بسبب اللعبة، يأخذ الأمر على محمل التحدي الشخصي، ويقول "سألعب ولن يحدث لي شيء"، والسلوك الذي يتكرر واحداً وعشرين يوماً يتحول لعادة، فالتوتر الذي يصيب الأطفال والشباب أثناء
 .اللعب، تجده أصبح عادة في كل أمور حياتهم بعد واحد وعشرين يوماً

وذكرت بسمة، أن أضرار الألعاب الإلكترونية على المستوى الاجتماعي تتلخص تقريباً في انعدام التواصل الاجتماعي، والانعزال عن العالم المحيط، بينما تتعدّد أضرارها الصحية، فاستخدام الموبايل لفترات طويلة يؤثر بشكل سلبي على النظر، نتيجة كمية الإشعاعات التي تدخل العين، خاصة أن أول شيء يفعله البعض عند الاستيقاظ هو الإمساك بالموبايل، وعند الاستيقاظ تكون حدقة العين واسعة، مما يجعلها تستقبل نسبة إشعاعات أكبر، وكذلك الانحناء أثناء الجلوس الذي يؤثر على الظهر والرقبة
 .والعضلات

وحذّرت من جلوس الأطفال الذين يتعلمون الكتابة أوقاتاً طويلة ممسكين التابلت أو الموبايل، لأن ذلك يُسبّب ضعفاً للعضلات، ويصعّب عملية الكتابة عليهم، مؤكدة أن أفضل ألعاب الأطفال هي اليدوية التي تنمي مهاراتهم وقدراتهم، أما الألعاب الإلكترونية
 .فسلبياتها أكثر من إيجابياتها

وحثّت بسمة سليم، الأسر على التحكم في سلوكياتهم أمام أبنائهم، لأن الطفل يتعلم أي شيء منذ صغره ويقلده، ولا يستطيع الحكم على مدى صحة أو خطأ ذلك السلوك حتى يكبر، لا أنصح بالقطع التام للألعاب الإلكترونية، لكن أن يكون هناك تحكم بالوقت المسموح للعب، مثلا ألزمه بعمل الواجب ليستطيع اللعب ربع ساعة، أما بالنسبة للشباب فعليهم أن يقضوا وقتهم بأشياء مفيدة مثل
. لعب الرياضة والقراءة، ممارسة الأنشطة المختلفة التي تعود عليهم بالفائدة

تقرير صحفي
Published:

تقرير صحفي

Published:

Creative Fields