Aya Hasanin's profile

تحقيق صحفي

طلاب الثانوية يروون مساوئ "التابلت": الفاشل أصبح بنفس مستوى الناجح.. وآخرون: جيد ولكن توقيته سيء
كتبت: آية حسنين وشذى أشرف
،أُقر نظام التابلت في التعليم الثانوي العام الماضي، ويعتبر من الأنظمة الحديثة التي أعقبت التغييرات المتوالية على المرحلة
الثانوية خاصة بعد دفعة شاومينج 2016، إذ تم اتباع نظام البوكليت في 2017، ثم التابلت 2019. وأثار هذا النظام جدلاً واسعاً بين الطلاب
.بين شكاوى من سوء خدمات الإنترنت، وأخرى من عدم تدريب المعلمين على استخدامه

الثانوية على كفّ قرار

قال مصطفى عبد النبي، إن تطبيق نظام التابلت كان يجب أن يبدأ من المرحلة الابتدائية لا على مرحلة نجح معظم طلابها من المرحلة السابقة بالغش، كنا نعتقد أن الهدف من استخدامه لمنع الغش شائعة، وبعد استلامه هكره البعض واستطاعوا الغش، والبعض الآخر استخدمه في أمور لا علاقة لها بالتعليم، "الوزير هدفه ندخل كليات غير طب وهندسة ومش مهم فرص العمل".

وأضاف أنه من الطبيعي أثناء بناء أي مبنى أن نبدأ من الأساس، ليكون المبنى متيناً، لكن النظام جعل الطالب الفاشل في نفس مستوى المجتهد بالغش، "عشان تنجّح التاب وفّر شبكة إنترنت كويسة وقت الامتحان"، نضع الهاتف عند الشباك لكي تصل الشبكة إلى الهاتف كل ذلك يمكن أن

." نمرره في هذا العام لكن في ثالثة ثانوي صعب، "حرام والله، حتى الامتحان خارج الكتاب

وأوضحت رحاب حسنين، إن المشكلة الأساسية هي أنهم اعتادوا على نظام لمدة 9 أعوام، ثم أتى الوزير وغيّره بين عشية وضحاها، "احنا عاملين زي فيران التجارب، كل يوم بقرار جديد"، والمدرسون لا يعلمون شيئاً عن هذا النظام. مضيفة أنه في أحد الامتحانات التجريبية على الإنترنت احتارت في سؤال اختيار من متعدد، فذهبتْ إلى مدرّس ليجيبه، وفي اليوم التالي في المدرسة أجابت الموجهة إجابة أخرى وأجاب
.مدرس الفصل إجابة ثالثة فأصبح لديها ثلاثة اختيارات وعليها اختيار واحدة من الأربعة

وزير يأمل وجيل يضيع

وأشارت إلى أنهم يشعرون أنهم مجرد تجربة، إن نجحت سيُكافأ الوزير وإن فشلت "احنا نضيع ويتجرب في دفعة جديدة نظام جديد"، ففي امتحان الكيمياء التابلت خرج من الامتحان فجأة واضطرت لإعادة الامتحان، وبعد أن انتهت من كتابة مقال الإنجليزية حُذف مع قرب انتهاء

.الوقت، وكان لا بد من إعادة كتابة 180 كلمة في أقل من 10 دقائق

وبيّن مصطفى وائل، أنّ نظام التاب نظام جيد لكن في الوقت الخاطئ، فلم نتدرب من قبل على استعماله أو تخطي مشاكله، وهذه مرحلة خطرة في تحديد مستقبلنا، لذا يجب أن يكون النظام دقيقاً لكي لا تكون أزمة نعجز عن حلها ويكون المقابل مستقبلاً وأحلاماً تضيع، ومن أسوأ عيوبه أنه ساوى بين المجتهد والفاشل، كما أن مستوى الامتحانات مختلف، وإن استمر الحال في 3 ثانوي، "هيكون فيه ظلم كتير ومش هيبقى فيه تكافؤ الفرص بين الشباب"، والوزير اختار أن يمر الترم الأول في أولى ثانوي بنجاح، وإثبات الحضور فقط مع تسريب الامتحانات لنرحب
.بالنظام دون أن نعلم أننا نسير نحو ضياع المستقبل

وأوضحت ملك، أن نظام التابلت غير موفق نهائيّاً فكل امتحان يشعرنا بالخوف من عدم وصول الامتحان مثلما حدث مع زملائنا، الامتحان من

 .خارج الكتاب والدروس مجرد عناوين فقط، المشكلة أننا اعتدنا على نظام وفي لمح البصر تغير، والمطلوب مجموع كبير في الثانوية

وذكرت أنه في امتحان العربي في أولى ثانوي، لم يبدأ الامتحان لفترة كبيرة، بعضنا كان في حالة صدمة والبعض الآخر كان مسروراً لاحتمال إلغاء النظام غير المفهموم، ومقارنة بالنظام القديم فالامتحان كان عبارة عن مجموعة محدودة من الأسئلة، بينهم سؤال يحمل قدراً من الصعوبة والباقي في متناول الطالب المتوسط، والدرجات غيرمنصفة، فمن الممكن أن تتشابه إجابتك مع زميلك لكن النتيجة غير متكافئة، "مش واثقة إني

." هجيب مجموع في ثانوية عامة مع النظام ده، ولو حصل هيبقى صدفة

التعليم.. تطوير أم عقاب

وأشار محمود عبد الرازق، إلى أنه قبل التحاقه بالأول الثانوي بدأ يسمع عن التابلت لكن لم يتأكد، و بعد دخول العام الجديد لم يكن نظام التابلت واضحاً، واعتقد المدرسون أن العام سيمر دون امتحانات، وبعد أن كان النظام أولى وثانية وثالثة ثانوي ثانوية عامة، أُصدر قرار أن ثانية وثالثة فقط ثانوية عامة وأولى تجريبي، فأهملت الدراسة، وكانت امتحانات الترم الأول مسربة، كان الأمر على ما يرام ولم ندرك شيئاً عن مستقبلنا أو لم نكن مهتمين بما يكفي، المهم أننا اجتزنا السنة، وفي ثانية ثانوي أخذت عهداً على نفسي بالاهتمام بالمذاكرة، واكتشفت صعوبة الأمر، "يعني طالب يهكر التابلت ويفتح جيمز يبقى التكنولجيا في بلدي بعافية"، لماذا يريد الوزير تكليف الدولة ما لا تُطيق فكريّاً وماديّاً، في
.المجمل النظام ليس سيئاً لكن الطلاب أولاً وليس التعليم

وترى أمنية، أن النظام له مميزات وعيوب، فإلغاء الدروس الخصوصية والاعتماد على بنك المعرفة الذي يحمل كافة المعلومات التي نحتاجها، واليوتيوب عليه أكثر من مدرس لكل مادة تُعتبر الميزة الوحيدة للنظام، لكن مساوئه كثيرة، فوقت الامتحان ليس كافياً، فمثلاً امتحان الرياضيات ساعتين في أول سنة للتابلت وأول سنة لاستخدامه، ورغم أن معظمنا يستخدم الهواتف الذكية لكن البعض لا، ويجب وضعهم في الاعتبار، مضيفاً أن قلم التابلت يتعطل عند الاستخدام لفترة طويلة، بالإضافة إلى تعطل التاب نفسه، فبعد أن انتهيت من معظم الإجابات أغلق التابلت، وعليك الانتظار مدة ما بين ربع إلى ثلث ساعة لتعود مرة أخرى إلى الامتحان بعد كتابة الرقم السري والإيميل والدخول من جديد، وفي معظم الحالات لا يعود "والمادة تتشال كارثة"، عندما ظهرت النتيجة كانت التقديرات جيدة إلى حد ما، لكن هيبة الامتحان وحالات الرعب كارثية،

."لكن "إلى أين يستمر الوضع في ثالثة ثانوي؟

وأشارت وفاء محمد، إلى أنه في أولى ثانوي كان النظام سيئاً للغاية، ففي الترم الأول تسربت الامتحانات وجمعنا إجابات الأسئلة فقط، ولو بدأنا الإجابة في آخر ساعة في الامتحانات سننجح، والترم الثاني كان هناك ظلم لعدم استيعاب النظام، المجتهد هو من تأثر بالنتيجة ولم يكن هناك عدل في تصحيح المواد. مضيفة أن هناك من يسيء استخدام التابلت، وليس هناك ربط بين التابلت وتابلت المدرس أو الشاشة الإلكترونية، والأسوأ أن الشاشة تُستخدم في تشغيل المهرجانات وغيرها، "التابلت ظلم ناس كثير بسبب تعليقه، والحلو فيه بس إن المدرس ما بيبتزكيش لو
."مش بتاخدي عنده درس

وأوضحت أنه رغم تنشيط التابلت للتفكير، لكن عدم ارتباط الأسئلة بالكتاب، وأسئلة الامتحان غير المتوازنة، ولا نعرف كيف نتأقلم معه وما

.طريقة المذاكرة المناسبة، كلها مشكلات تواجهنا، بالإضافة إلى أننا لا نعرف كيف سيكون الأمر في الثانوية العامة

بينما قال مصطفى السيد، "أول ما عرفت كنت متفائل بالنظام، توقعت إنه هيغير نظام الامتحان"، لكن الآن كل شيء سيء، والمشكلة الكبرى هي الأسئلة التي من المفترض أن تحقق التدرج الطبيعي "جزء للمتوسط وجزء للطالب العادي وللمتفوق"، لكن حاليّاً لا يوجد مستوى محدد للامتحان، وهناك كثير من الأمور المبهمة، لا أعرف ما هو مستقبلي أو تنسيقي، فنحن لم نأخذ دورات تدريبية، لكن المدرسين أخذوا دورات نظرية، يجب تغيير نظام الامتحان، ويكون لكل طالب امتحان مختلف خاص بكوده، لتتساوى الأمور وتظهر الفروق الفردية بين الطلاب.

نظام التابلت بين مؤيد ومعارض

وأوضح حازم أحمد، أنه في امتحان الكيمياء عندما حدثت مشكلة في التاب، أحضرت المدرسة مهندس التطوير، واستمرت محاولة إعادة ضبط التاب إلى قرب انتهاء الوقت، وسألت المراقبين عما يجب فعله، قالوا "ملناش دعوة"، فذهبت إلى مهندس التطوير بنفسي ولكن دون جدوى، ولم نصل لحل إلا بعد أن أتى ولي أمري وأجرينا محضر إثبات حالة، وفي النهاية حصلت على 50% فقط من درجات المادة. أما في امتحان رياضيات الترم الثاني، بعد أن انتهيت من الامتحان حاولت إرساله لكنه لم يرسل، وجاء مهندس التطوير وأكد أن الامتحان أُرسل، انتابني الشك فدخلت أتأكد وتفاجأت أن الامتحان لم يرسل فعلاً، واضطررت لتسجيل إجابات ثلاثين سؤالاً مرة أخرة "لو مكنتش خدت بالي كنت شيلت

.المادة"، لكن ماذا إن تكرر الأمر في امتحان الثالث الثانوي

وبيّنت وداد علاء الدين، أنها علمت بالقرار في الإجازة لكن أقاربها أوهموها أن النظام جيد وسينهي الفوضى والغش، وسيحافظ على مجهود الأوائل وسيعتمد على الذكاء بنسبة كبيرة، لكن المدرسين أثاروا حالة من الفزع والاضطراب بيننا، فكانوا يقولون "حلمك انسيه مش هيتحقق"، مضيفة أصابني الاكتئاب، وقضيت هذه السنة عند الأخصائية النفسية، وسيطرت عليّ هيستريا الرعب من النظام الجديد وضياع الحلم والامتحانات متسربة. وفي أحد الامتحانات استطاع الجميع إنهاءه، وما زلت أستكشف الأسئلة، لأن الامتحان كان مسرباً ولم أطلع على هذا التسريب، فوجئت بالمدرّسة تهاجمني تريد مني تسليم الامتحان، وقالت "احنا هنستهبل، ما أنتِ عارفة الامتحان"، ودافعت عن مجهودي، لكنها
.قالت في سخرية أنني لم أستطع الوصول للتسريب

وتابعت، كل يوم سيناريو جديد، ففي امتحان اللغة العربية الترم الأول، "خلصت وداخلة أنام الوزير قرر يرجّع القصة الملغية مقرر قبل الامتحان بساعات، فين العقل في قرار زي ده"، أعتذر لوالدتي التي مرضت بسببي، "أنا مش عارفة أتعلم، حلمي ضاع وأنا مش لاقية نفسي"،

." مستقبلي العام المقبل في جهاز غير مضمون، ومدرس معدوم الضمير في التصحيح أو استقبال الامتحان، "ثالثة ثانوي مش لعب والله

وعلى الجانب الآخر يرى بعض الطلاب أن تطبيق نظام التابلت أفضل من بقاء النظام القديم، إذ قال محمد علي، إن الدراسة عن طريق النظام الجديد جيدة، لكنها تحتاج إلى عقلية معينة تستطيع التعامل معه، وطالب بتطبيق النظام على جميع الطلاب بداية من المرحلة الابتدائية، بحيث تكون لديهم خبرة في التعامل معه منذ الصغر، وحتى لا يُصدموا عند التعامل معه لأول مرة في المرحلة الثانوية، مؤكداً أن النظام الجديد ليس

 .فيه رسوب، لكن الدرجات غير متوقعة

وذكرت ندى محمد، أن النظام الجديد في التعليم ما قبل الجامعي هو الأفضل، لكن المشكلة أن الموضوع لم يُنفذ بشكل صحيح، وأضافت أنها حصلت على دورات تدريببة في التعامل معه ولكن ليس تأهيل بشكله الواضح والكامل، وأوضحت انه بخصوص التاب لا توجد صعوبات ولكن المشكلة في شكل ونظام الاسئلة الجديدة الطلاب ليس لديهم اعتاد عليها فهي المشكلة التي تواجه .الطلاب انهم تم خروجهم من نظام وادخلوهم

.نظام جديد بدون ان يكون في تدريب مسبق علي طبيعة وشكل الاسئلة
تحقيق صحفي
Published:

تحقيق صحفي

Published:

Creative Fields